mardi 31 décembre 2013

افتراضي اصبر.. فأنت لست في الجنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حتى تستطيع ان تعيش في هذه الحياة يجب ان تعلم انك لست في الجنة
لأنه طالما انت تعيش على وجه هذه الارض سوف تتعرض للظلم... 
سوف تتعرض للقهر... سوف تتعرض للألم... سوف تتعرض للابتلاء
نعم لن يزول هذه الوضع ولن تشعر بالراحة الاّ حينما تطأ قدماك الجنة

اصبر فأنت لست في الجنة
يبتلى الانسان بأهله... فيصبر... لماذا لأنه يعلم ان هذا الابتلاء من الله سبحانه وتعالى 
وفي صبره عليه له الاجر والثواب من الله
لكن اذا تعرض لظلم من البشر... ربما لا يصبر لأنه يعلم ان هذا ظلم من بشر لبشر

فاصبر فانت لست في الجنة
نجد ان التقوى هي اصل الصبر... كيف ذلك؟؟
لأنه يجب على الانسان ان يصبر على الطاعات... 
ويجب ان يصبر على المحرمات

لأن للصبر أنواع ثلاثة
صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها... 
وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها... 
و صبر على الأقضية والأقدار حتى لا يتسخطها...

التقوى صبر... كيف ذلك... 
لقد قرن الرسول صلى الله عليه وسلم التقوى بالصبر في هذا الحديث الشريف:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: 
"اتَّقِ اللَّهَ وَاصْبِرِي". قالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه. فقيل لها: 
إنه النبي صلى الله عليه وسلم. فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك. فقال: 
"إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى"

فاصبر فانت لست في الجنة
أهل الصبر قلة...
يوفون اجرهم بغير حساب...
عن عبدالله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة، 
نادى مناد: أين أهل الفضل؟ فيقوم ناس وهم يسير، فينطلقون سراعًا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إنا نراكم سراعًا
إلى الجنة، فمن أنتم؟! فيقولون: نحن أهل الفضل. فيقولون: وما فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظلمنا صبرنا، واذا أسيء إلينا 
عفونا، وإذا جهل علينا حلمنا فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين. قال: ثم ينادي مناد: أين أهل الصبر، فيقوم ناس 
وهم يسير فينطلقون إلى الجنة سراعًا، فتلقاهم الملائكة، فيقولون: إنا نراكم سراعًا إلى الجنة؟ فمن أنتم؟! فيقولون: نحن
أهل الصبر. فيقولون: وما صبركم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله- عز وجل- وكنا نصبر عن معاصي الله
. فيقال 
لهم: ادخلوا الجنة، فنعم أجر العاملين. قال: ثم ينادي مناد: أين المتحابون في الله- أو قال: في ذات الله؟ فيقوم ناس وهم 
يسير، فينطلقون سراعًا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إنا نراكم سراعًا إلى الجنة، فمن أنتم؟ فيقولون: نحن 
المتحابون في الله- أو في ذات الله- فيقولون: وما كان تحابكم؟ فيقولون: كنا نتحاب في الله- عز وجل- ونتزاور في الله، 
ونتعاطف في الله أو نتباذل في الله، فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ويضع 
الله الموازين للحساب بعدما يدخل هؤلاء الجنة".

الصبر ضياء...
لأن الذى لا يصبر كأنه في ظلمة... اذا صبر الانسان يقذف الله في قلبه الضياء حتى يأتي الفرج
فائدة قيمة لسماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( .... الصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ... ))
قال الشيخ: ((وأما الصبر فقال ( إنه ضياء ) أي فيه نور لكن نور مع حرارة كما قال الله تعالى
((هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا)فالضوء لا بد فيه من حرارة و هكذا الصبر لا بد فيه
من حرارة وتعب لأن فيه مشقه كبيرة ولهذا كان أجره بغير حساب ، فالفرق بين النور في الصلاة
والضياء في الصبر أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة بما في ذلك من التعب القلبي والبدني
في بعض الأحيان )) . انتهى كلامه رحمه الله


صور من صبر الانبياء:
وأكمل الناس إيمانا أشدهم إبتلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
" أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل"

نوح عليه السلام 
ابتلي في زوجته... وولده... فصبر... دعا الناس ولم يؤمن معه الا القليل فصبر... فعلى ماذا حصل
قال تعالى: "فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ" يونس 73
قال تعالى: " قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ" هود48 

ابراهيم عليه السلام
ابتلي في زوجته ورضيعها... فصبر... ابتلي بذبح ابنه اسماعيل عليه السلام... فصبر
فعلى ماذا حصل... قال تعالى: 
" سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ* كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ"
وقال تعالى: " رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ"

يعقوب عليه السلام
ابتلي في فقد يوسف... فصبر... وفقد أخاه بنيامين... فصبر... وفقد بصره... فصبر
فعلى ماذا حصل
قال تعالى: "فلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
وقال تعالى: " آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"

يوسف عليه السلام
القي في الجب... فصبر... ابتلي في عرضه... فصبر... ابتلي في السجن... فصبر... ابتلي بالسمعة
السيئة... فصبر... فعلى ماذا حصل
قال تعالى: " وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ "
وقال تعالى: " وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"

اما الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
كان الصادق الامين... فاصبح كاهن... ساحر... اخرج من مكة... مات أبناءه... ابتلي بعرض زوجته...
مات اصحابه... فصبر... فعلى ماذا حصل
اصبح الدين الذي دعا اليه الدين الاول في العالم...
لا يقبل يوم القيامة الا شفاعته عليه السلام...
لا يفتح باب الجنة الا له...
وغيرها كثير..

علموا انهم ليسوا في الجنة فصبروا عليهم السلام

اعلم أن البلاء يُنْزله الله تعالى على الناس ليميزهم فيعْلم الصابر المحتسب ويعْلم القانط الذي يسخط 
على قضاء الله تعالى فيجزي الصابرين الجنة ويجزي القانطين عذاباً وهمّاً وألماً في الدنيا قبل الآخرة

وليعلم العاقل أن الزمان لا يثبت له على حال
فتارة فقر... وتارة غنى
وتارة عِز... وتارة ذل... 
وتارة صحة... وتارة مرض.. وهكذا

فاصبر فانت لست في الجنة

فأصبر على ابتلائك .. وكن واثقا في عدل ربك ..
استغفره حتى يتوب عليك ويثبتك ..
ثم أنظر مع الصبر كيف سيرفعك ..
وتذكر ان الظلم قائم ما دامت هذه الدنيا باقية

فاصبر فانت لست في الجنة
لأن الصبر هو الطريق الى الجنة

lundi 23 décembre 2013

تفكر ، تدبر ، تجرد ، انسف الموروث المدمر


تفكر ، تدبر ، تجرد ، انسف الموروث المدمر





أحد الأصدقاء يسألني : مالك ومال القرآن اليومين دول ؟ قلت له : الحالات المتفاقمة التي أراها يوميا مريضة نفسيا ، معظمها مريضة بسبب اتباع موروثات وتفسيرات خاطئة للدين ، بلا مبالغة ٨٠٪ من الحالات التي أقابلها هذه الأيام في الدول العربية يعانون من دمار في حياتهم بسبب اتباع هذه الموروثات وبسبب اتباع بشر بدون تدبر أو تفكر ، لذا أنا أضع للناس منهجا يفكرون به قبل اتباع الموروث . 

قال لي : طيب انتا مالك ومال التفسير . 

قلت له أنا لا أتحدث في التفسير أنا أتحدث في طرق التفكير ، وطرق التفكير من صلب عمل علماء النفس   أعلم الناس كيف يفكرون ، كيف يميزون بين الخطأ والصواب ، كيف يصلون للحقيقة ، وطرق التفكير من العمليات العقلية التي يدرسها علم النفس ، لذا عندما لم يدرس بعض المفسرين طرق التفكير ، خرجوا بتفسيرات "ظنية" كانت مناسبة في زمانهم أيام كان العلم ضئيل ، لكنها مدمرة الآن في زماننا ولا تصلح نهائيا . 

أمرني ربي أن أبلغ رسالته بحسب علمي ، وأنا أفعل ذلك ، سأتناول أي شيء فيه تفكير ، لأنه من صميم عملي وعلمي ، سواء كان سيرة أو قرآن أو حديث أو فتوى أو غير ذلك ، سأتناولها بالتفكير والتمحيص والتدبر خصوصا لو كانت تمس نفسيات الناس وتتعبهم نفسيا أو ترعبهم أو تمنعهم من التطور والوعي ، إن اقتنعت فهئا شأنك وإن لم تقتنع فهذا شأنك أيضا ، أنت على الصفحة لمعرفة رأيي ، وهذا هو ، لا أجبر ولا أريد أتباع . أريد مفكرين متأملين متدبرين غير متبعين لمخلوق على وجه الأرض .


قلت من قبل : قبل أن تتدبر انسف الموروث ، خليه على جنب لأنه سيوجه تفكيرك وسيجعلك تسير في نفس درب الآباء والأجداد فهم فعلوا ذلك دون انتباه 

بعض الشباب يقول القرآن نزل للعرب معجزة بنفس لغتهم . 

كلمة معجزة أصلا من الموروث ، مافيش في الدين حاجة اسمها معجزة ، لم ترد لا في القرآن ولا في الحديث النبوي ..

معجزة معناها الله يريد أن يعجز خلقه !! تعالى الله عن ذلك ، 

الله كان يرسل الرسل بأشياء مختلفة عن القوانين المتعارف عليها ليثبت لهم أنه من عند الإله لا ليعجزهم . لهذا سماها الله "آية - دليل - برهان" .

لم يقل الله لموسى هاتان معجزتان لفرعون ، وإنما قال له برهانان من ربك ، فهو ذاهب ليبرهن له أن هناك إله لا ليعجزه !

انسى كلمة معجزة قبل التدبر واعلم أنه دليل أو آية أو برهان ، وطالما هو دليل وآية وبرهان فسوف يبرهن في كل زمن وفي كل وقت على وجود الإله لكل من يتدبره حتى لو مش فاهم "لغة عربية" . لأنه لكل البشر ولأنه "عربي مبين" 

كلمة عربي في القرآن اللغة العربية نهائيا ، لهذا وصف الله نساء الجنة "عربا أترابا" هل معنى هذا أنهم من العرب ؟ فكر بهدوء ، معنى إعراب إيه ؟ ومعنى عربي إيه .

تدبر ، تفكر ، تحرر من الموروث الذي يوجه فكرك وتفكيرك

وانسى موضوع اللغة العربية دا نهائيا ولا تفتح القاموس بتاتا عند تدبرك وإلا ستصل لما وصل إليه السابقون ، فالسابقون فسروا "كبد" أي مكابدة ومشقة وتعب لأن معناها هكذا في اللغة العربية وفي القواميس ، ونشروا هذا المعنى للناس وضاع أناس كثيرون في الظن بأن الله خلقنا في كبد أي في تعب ومشقة . مع أنك لو فهمت كلمة كبد من القرآن تعلم أن معناها أحسن تقويم   كذلك سياق الآيات لا يعني أن كبد معناها مشقة لأن الآية التي بعدها "أيحسب أن لن يقدر عليه أحد" !!

بإمكانك بعد التأمل والتدبر أن ترجع للكتب السابقة لترى ماذا قالوا ، فربما تضيف لك معلومة ناقصة أو قصة في التاريخ لم تكن تعرفها ، لكن لا تقرأها أبدا قبل التدبر وإلا ستوجه تفكيرك لما وصلوا إليه هم 

تعلم المعنى من القرآن نفسه فالله سبحانه وتعالى أنزله عربيا مبينا أي أصليا واضحا جليا سلسا يسيرا شارحا نفسه بنفسه لن تحتاج لشيء آخر سواه نهائيا وإلا لما كان من عند الإله .

لذلك قال : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ؟

كلمة بلد مثلا في اللغة العربية لها معنى ، لكن لو قرأت سورة "البلد" وركزت في كلمة بلد ، ستدرك أن معناها في الآيات جسم الإنسان   يعني هي سورة جسم الإنسان تفصله وتشرحه بإشارات رائعة دقيقة للغاية . ولا علاقة لها بأي بلد على وجه الأرض بمعنى المدينة  

كذلك معنى الحمد والشكر في اللغة العربية معناهما واحد أو قريب ، في القرآن أعلى درجات الامتنان هو الشكر ، أما الحمد فهو أخطر وأروع مما تتخيلون . وهو لا علاقة له بالامتنان ولا بالشكر نهائيا

كذلك كلمة جامع في اللغة العربية توصف للمكان الكبير الذي يجمع أكبر عدد من الناس فبدأو يطلقون على المساجد الكبيرة "جامع" وهي كلمة لم ترد في الدين نهائيا بل هي بدعة . وأكبر مسجد هو المسجد الحرام سماه الله المسجد الحرام ولم يسمه جامع . لكن الله وصف ما يفعله بأنه "جامع الناس ليوم لا ريب فيه" لذا فالجامع معرفة بالألف واللام هو الله وليس المسجد !!

كذلك معنى أمة في اللغة العربية وفي القواميس لها معنى ، ولكن في القرآن لها معنى آخر "فإبراهيم كان أمة" ومستحيل يكون معناها ما هو في قواميس اللغة العربية ، وكذلك يختلف معنى قوم وقرية وبلدة وأمة وغيرها ، كل لفظ مختلف تماما عن الآخر في المعنى . ومعانيها في القرآن مختلفة تماما عن معانيها الدارجة في اللغة العربية .

لن تجد في اللغة العربية تفسير لماذا تكتب "تستطع" في مواضع و "تسطع" في مواضع أخرى .. لن تفهمها إلا من القرآن نفسه .

لن تجد في اللغة العربية تفسير لماذا تكتب إبراهم بلا ياء في مواضع وتكتب إبراهيم بالياء في مواضع أخرى . ولماذا تكتب الصراط بالصاد لا بالسين وغيرها .

سيبويه نفسه أحد فطاحل اللغة العربية جلس محتارا طوال حياته في هذه الآية "من نطفة أمشاج" لأن نطفة مفرد وأمشاج وصف لها جمع . كيف يوصف المفرد بجمع . كيف أقول جاء أحمد تعبانين ؟ المفروض تعبان الوصف يكون مفرد وليس جمع ومات دون أن يعرف السبب . وفسره علماء الطب منذ زمن قريب ، لأن القرآن "عربي" وليس "باللغة العربية"  

لو سألت أحد في اللغة العربية عن إعراب "أن" في هذه الآية :فلما أن جاء النذير"للأسف سيقول حرف زائد لا عمل له !!!!! هذه هي قواعد اللغة العربية . في القرآن شيء زائد لا عمل له ؟بالمناسبة أن هذه لها معنى "فيزيائي" لأن القرآن "عربي" وليس "باللغة العربية"

الخوف في اللغة العربية له معاني مختلفة تماما عن معنى الخوف في القرآن ، لذا عندما تم تفسير الخوف بمعنى الرعب والفزع وبدأ البعض يروج لذلك نشروا بين الناس رعبا وفزعا من آيات الله ومن لقائه وحسابه وغيره بصورة غير مسبوقة ، بل تترجم في كل اللغات خوف بمعنى رعب ، فصدت عن سبيل الله دون وعي ولقد قابلت الكثير من الأجانب يرعب من دخول الدين لكثرة الرعب والفزع فيه بسبب التراجم تلك المبنية على الموروث ، بالمناسب الخوف من صميم عمل علماء النفس فلا يتكلم أحد عنه إلا بعد استشارة علماء النفس لأنهم دمروا الناس بسبب الجهل بقواعد الخوف وأقسامه وأنواعه ودرجاته وأسبابه وكيفية التعامل معه !!

تجرد من الموروث قبل تتدبر في القرآن ، أو اقرأ الآراء القديمة وعش في زمن انقرض من ألف سنة . تدبر ، تفكر ، تجرد ،، أنت السبب . اختر

أحمد عمارةأبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة٢٢-١٢-٢٠١٣

dimanche 8 décembre 2013

أزمة القدوات نيلسون مانديلا نموذجا ..

السلام عليكم

إخوتي الكرام من أخطر ما يعانيه العالم الإسلامي أزمة القدوات.. يظهر ذلك مثلا من تفاعل الإعلام والناس مع وفاة نيلسون مانديلا الذي سعى طويلا إلى وقف ظاهرة التمييز العنصري في بلاده.

فمثلا، خصصت إحدى أكثر القنوات انتشارا إن لم يكن أكثرها في العالم الإسلامي، أول أربعة أخبار صبيحة وفاة مانديلا عنه:
"وفاة نيلسون مانديلا"، "قادة العالم ينعون مانديلا"، "مانديلا ..أيقونة الصمود"، "مانديلا رمز للحرية والتسامح".

ليس هدفي هنا التقليل من شأن تضحية مانديلا من أجل بني جلدته. فالرجل بلا شك أفضل من سود البشرة الذين ساعدوا المستعمر الأبيض ضد أبناء جلدتهم مقابل فتات قليل.

لكن هنا أثير التساؤل: هل مانديلا هو الجدير بأن يكون قدوة عالمية للحرية والثورة على الظلم؟ 

حتى نضع الأمور في نصابها نقول: أطلق مانديلا شعارات عن الحرية مثل قوله: "إن الحرية لا تقبل التجزئة"، وقوله:"ليس حرا من يهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة".

فهل كان منسجما مع هذه الشعارات؟ وهل التزم بها كقيم عالمية أم ضمن حدود بلده التي رسمها المستعمر فحسب؟ في أماكن ليست ببعيدة عن مانديلا بل في قارته السوداء نفسها كانت الحرية تصادر والإنسان يُهان.

ملايين يُقتلون في الكونغو ورواندا بتآمر دولي، وشعوب تتعطش للتحرر من النظام الدولي في نيجيريا والصومال ومالي، فتهاجمها الأنظمة الإمبريالية والرأسمالية والإفريقية، فماذا كان موقف مانديلا من هذا كله؟

هل نتوقع منه أن يصلح إفريقيا كلها؟ لا. لكن على أقل تقدير حتى يستحق شخص ما أن يكون رمزا عالميا للحرية ورفض الظلم والتمييز، وحتى يكون منسجما مع شعاراته،

فلا يُتوقع منه أن يتقبل الأوسمة ممن يهينون أبناء قارته فضلا عن القارات الأخرى، لأن وسام الحرية الذي يضعه الظالم على صدرك يعني أنك تصالحت مع الظالم ورضيت منه بفتات حرية في حدود رسمها لك لا تتعداها، وقبلت ضمنيا أن يمارس عربدته العالمية بعد ذلك.

مانديلا حصل على أوسمة الحرية والسلام من تجار الرق والحرب العالميين:

1. حصل على جائزة لينين للسلام من الاتحاد السوفياتي عام 1990في الوقت الذي كانت فيه روسيا قد انتهت من قتل مليون إنسان في أفغانستان وإعاقة مليونين آخرين ثم توجهت للقتل والاغتصاب في الشيشان. والجائزة باسم من؟ لينين الذي قتل هو وتلميذه ستالين عشرات الملايين من قبل.

2. حصل مانديلا على جائزة بهارات راتنا من حكومة الهند عام 1990 في الوقت الذي كانت الهند تبيد وتغتصب وتحرق المسلمين في كشمير وغجرات. 

3. حصل على جائزة أتاتورك للسلام من تركيا عام 1999 أيام الحكم العسكري المصادر لحريات المسلمين.

4. وحصل على ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية عام 2002 من جورج بوش الابن في الوقت الذي كانت أمريكا تقتل وتعذب وتسجن في أفغانستان وتدعم سياسيا وعسكريا مجازر اليهود في جنين. 

فهل تحرر مانديلا فعليا من فلك النظام الدولي؟ وهل ثار على الإمبريالية والرأسمالية والاستعباد الجائر كقيم عالمية، أم تصالح معها مقابل شيء من الحرية والمساواة في حدود بلده التي رسمتها هذه الإمبريالية الاستعبادية؟

فقلدته بعدها أوسمة الحرية وجوائز السلام وهي شر ناشر للاستعباد والدمار.

هل يقبل الحر أن يقلده فأر جائزة الجرذ الأكبر للنظافة!

وهل الحرية عنده لا تقبل التجزئة ضمن البلد المجزأ أصلا فحسب؟

ولذا لا عجب أن تنتصب أمريكا ورؤساء العالم في جوقة النفاق يترحمون على مانديلا "رمز الحرية" وفي سجونهم بغوانتانامو وأبو غريب وفي سفن التعذيب الدوارة بعرض البحر والمعتقلات السرية أحرار حقيقيون لم يتصالحوا مع الإمبريالية بل ثاروا عليها وسعوا إلى استئصالها بالكلية.

صحيح أنه كان لمانديلا تصريحات ينتقد فيها هذا الظلم، لكن الذي يشعر بالإهانة عندما يرى الناس يُهانون لا يقبل أن يقلده مهينوهم بأيديهم التي تقطر من دماء الناس أوسمةً سميت بأسماء أساتذتهم في الإجرام كلينين وأتاترك. خاصة وأن الأنظمة الإجرامية تدفع عن نفسها التهمة بتقليد مثل هذه الأوسمة.

ولو كان مانديلا يشعر بالإهانة لما قلد بنفسه القذافي وساما وهو يراه يهين شعبه ويصادر حريتهم في السجون.

ولو كانت الحرية لا تقبل التجزئة عنده لما قاوم سارقها في بلده وكرم سارقها في ليبيا.


لذا، فمن ناحية إنسانية بحتة، هل يصلح مانديلا رمزا عالميا للحرية ورفض الظلم والتفرقة والثورة على القيم الاستعمارية؟

فكيف يكون رمزا للمسلمين؟ كيف يكون مشرك رمزا للموحدين إلا إن كان توحيدهم عندهم شيئا ثانويا وكان الشرك ذميمة صغيرة تجبرها الخصال الطيبة؟

فرق بين أن نثني على جوانب خير في مشرك من ناحية وأن نتخذه قدوة من ناحية أخرى.

فاتخاذه قدوة مقدمة في نواح إنسانية قِيمية، يُذكر أكثر مما تُذكر القدوات الإسلامية التي جمعت بين التوحيد والتحرر الذي لا يعرف مصالحة مع النظام العالمي المستبد... هو دلالة جهل بتاريخنا وواقعنا بحيث لم نجد فيهما مثالا يحتذى فذهبنا نتلمسه في أناس أشركوا بالله وكذبوا محمدا بن عبد الله في أنه رسول الله!

التركيز على أمثال مانديلا على حساب القدوات الحقيقية المهمشة يكرس الهزيمة نفسية والشعور بالدونية لدى الأجيال المسلمة.

صحيح أن رسول الله صلى الله عله وسلم أثنى على جوانب خير في المطعم بن عدي وخالد بن الوليد والنجاشي قبل إسلامه. لكنه لم يدعُ المسلمين إلى اتخاذ أي منهم قدوة أو رمزا، ولا حتى في جانب إنساني محدد.

وعندما أمرنا الله بالاقتداء لم يقل لنا لقد كان لكم أسوة في حكمة أفلاطون وسياسة أرسطوطاليس،

بل قال في أنبياء: (( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ))،

وقال في إبراهيم: ((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ))

وفي محمد صلى الله عليه وسلم: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)).

وقال لنا نبينا صلى الله عليه وسلم: ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)).

فمفهوم القدوة في الإسلام مفهوم خطير لا يُصرف لكل أحد.

رسول الله ومن اتبعه بإحسان لم يأتوا بقيم الحرية ورفض الظلم لبلدهم الجزيرة العربية ولم يتصالحوا مع الفرس والروم على هذا المبدأ.

فربه عز وجل قال له: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))،

وقد تتبع اللواء محمود شيت خطاب سير الصحابة فبين أن 82% منهم قتلوا في الجهاد في سبيل الله لتحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، لأنهم فهموا جيدا أنهم وقود شعلة كبرى للبشرية كلها كما قال الله تعالى:

(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ).

أراك أخي تقول: رسول الله وأصحابه على الرأس والعين، لكن الناس بحاجة إلى قدوات معاصرة.

أتفق معك، وأتفهم تعطش الناس لنماذج للحرية والشجاعة والتضحية. فهل خلا واقعنا المعاصر من قدوات مسلمة أعظم من مانديلا حتى من ناحية إنسانية بحتة؟ وإن لم يخلُ فلماذا لا نسمع عنهم؟ من هم؟ ولماذا يغفلهم الإعلام؟ هل هو قصور عفوي أم سياسة ممنهجة؟ وما خطورة تغييب القدوات الحقيقية؟ هذا ما سنجيب عنه في حلقة قادمة بإذن الله.

وختاما أقول: ليست هذه دعوة إلى إلغاء جوانب الخير في غير المسلمين، وليس هدفي هنا الهجوم على مانديلا. إنما أقول ببساطة:

هو لا يعنينا كمسلمين

وهي دعوة إلى أن تعتز بما لديك من دين عظيم بحيث إذا رأيت من فيه خصال طيبة من غير المسلمين تقول: حريٌّ بهذا أن يكون مسلما.

لذا سوف أدعوه إلى الإسلام وأناشد فيه الخير الذي يميزه. لأن عندي شيئا عظيما هو إسلامي أحب أن أهديه لهذا الرجل.

من منا فعل هذا؟ من من الذين سيستنكرون كلامي ويرون فيه قسوة كان رحيما بمانديلا وغيره فحاول إنقاذه من النار بدعوته إلى الإسلام؟ أم أنك تشك أن المشرك مصيره إلى النار؟

أعرف اثنين من الإخوة المميزين في مجال التقنيات تابعا مؤسس شركة (Apple) ستيف جوبز وسمعا منه في حفل تخريج بجامعة ستانفورد حديثا عن الموت غير معتاد من مثله، فكتبا له رسالة بالإنجليزية قبل وفاته وأرسلاها له يثنيان فيها على جوانب الخير فيه ويدعوانه فيها إلى الإسلام بطريقة لطيفة.

وهذا ما نحاول فعله مع من نلمس فيه الخير ممن نعامله من غير المسلمين والحمد لله.

لذا أخي، كن منصفا رحيما بالبشرية، وفي الوقت ذاته كن معتزا بهويتك واعرف عظمة الإسلام الذي بين جنبيك واحرص على أن تهديه للبشرية العطشى التي تحتاجه.

والسلام عليكم ورحمة الله 
الدكتور إياد قنيبي

http://safeshare.tv/w/AhIUkGREts

jeudi 5 décembre 2013

لماذا تكثر الشياطين في نقاشاتنا؟


الدكتور إياد قنيبي


أحبتي وإخوتي، هناك حديث نحتاجه جدا في نقاشاتنا، خاصة الفكرية والمنهجية. لعلنا سمعناه من قبل، لكنه حري أن نتذاكره المرة تلو الأخرى:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم جالس.

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويبتسم. فلما أكثر رد عليه بعض قوله. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام. فلحقه أبو بكر فقال:

(يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت؟!)

قال -صلى الله عليه وسلم-:

((إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان))

ثم قال: ((يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ..

ما من عبد ظلم بـمظلمة فيُغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصرَه ..

وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده بها كثرة ..

وما فتح باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة ..)) 


(قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال الألباني: إسناده جيد).

قد تتكلم في موضوع، عن أوضاع المسلمين، عن المجاهدين وفِرَقهم، عن الأحزاب ومناهجها، أو غيره من المواضيع الاجتماعية.

في الفضاء المفتوح على النت سيأتيك من يستهزئ بكلامك أو يشكك في نيتك أو يشتمك.

1. إذا لم ترد عليه، فلعل ملكا يرد عنك ويقول للرجل: (بل أنت أخزاك الله)، ودعاء الملائكة أقرب للاستجابة.

ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم يضمن لك إن أغضيت (تجاوزت) عن هذه الشتيمة أو الاستهزاء، أن يعز الله نصرك، أي يرفع مقامك ويؤيدك.

2. وإن رددت على المستهزئ أو الشاتم ونزلت إلى هذا المستوى، فإن الملك ينصرف

والشياطين تحضر لتحرش بين المسلمين، ويصبح النقاش عديم البركة يكثر فيه اللغو والرياء والفتنة وإيغار الصدور. حتى لو كنت على حق وكان خصمك على باطل،

وحتى لو كنت ترد عليه بعض ظلمه من قبيل المعاملة بالمثل أو حتى أقل من المثل.

فليكن ردك بالحسنى، وليكن علميا، ولا يحجبنك سوء أسلوب المستهزئ أو الشاتم عن أخذ بعض الحق الذي قد يكون مختبئا وراء كلامه،

وتذكر:((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))،

وتذكر: (( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين )).

والسلام عليكم ورحمة الله